Logo 2 Image




أرشيف مدن الثقافة الأردنية

عجلون مدينة الثقافة الأردنية 2013

فيديو عمار البلاد - عجلون

تقع محافظة عجلون شمال الأردن على بعد 76 كم من العاصمة عمّان. يحدها من الشمال والغرب محافظة إربد، وهي تبعد عن إربد المدينة 32 كم. ويحدها من الشرق محافظة جرش إذ تبعد عن مدينة جرش 20 كم. ومن الجنوب تحدها محافظة البلقاء، وتبلغ المسافة بينها وبين مدينة السلط 72 كم.

تتربع مدينة عجلون على سلسلة جبال عوف المشهورة بارتفاعها. وتبلغ مساحة المحافظة (419636)كم 2.

التسمية

تعددت الروايات التي تفسر سبب التسمية، ومنها أن راهبا اسمه \"عجلون\" كان يسكن في دير في جبال عوف (منطقة القلعة حاليا)، ثم انتقلت التسمية إلى البلدة المجاورة ثم إلى الجبال المحيطة لتشمل مساحات واسعة وجبالا عدة. كما عُرفت المنطقة قديما باسم \"جلعاد\"، وهي كلمة تعني الصلابة أو الخشونة والمنَعة.

ويرجِّح مصطفى الدباغ في كتابه \"بلادنا فلسطين\" أن اسم عجلون مشتق من جذر ساميّ مشترك يفيد \"العِجل\" (صغير البقر) و\"الاستدارة\"، وحرفا الواو والنون في آخر الاسم للتصغير وفق الطريقة الآرامية، فيكون المعنى: \"المكان الصغير المستدير\" أو \"العجل الصغير\". وقد يكون العجل اسم إله كنعاني ضمن المعتقدات الخرافية الأسطورية للكنعانيين.

كانت جبال عجلون حلقة الوصل الضرورية بين بلاد الشام وأراضي بيت المقدس، وكانت تضم المنطقةَ المحصورة بين اليرموك شمالا ونهر الأردن غربا ونهر الزرقاء جنوبا ومشارف جرش شرقا. وحتى أواخر الدولة العثمانية، كانت تضم إربدَ والكورة، فقد جاء في الكتاب السنوي الرسمي للدولة العثمانية الصادر عام 1910 أن قضاء عجلون كان يتألف من مدينة واحدة هي إربد، ومن ناحيتي كفرنجه والكورة، و120 قرية.

السكان

يبلغ عدد سكان محافظة عجلون 143,700 نسمة بحسب دراسة دائرة الإحصاءات العامة لعام 2011، وتضم المحافظة أكثر من 27 قرية وبلدة، من أهمِّها: الوهادنة، عرجان، عين جنا، اشتفينا، سامتا، محنا، رأس منيف، أم الينابيع، كفرنجة، صخرة،عبين، عبلين، الهاشمية، حلاوة، عرجان، أوصرة، الطيارة، المرجم.

ومن أشهر قبائلها وعشائرها: الشرع، الفريحات، الزغول، الخطاطبة، المومني، الصمادي، القضاة، الربضي، الفواز، القرشي، السيوف، الثلجي، الشويات والعنانبة.

المناخ

تمتاز منطقة عجلون بمناخ معتدل صيفا، باردا شتاءً، ويبلغ متوسط درجة الحرارة في الصيف 25 درجة مئوية، وتتدنى الحرارة في الشتاء إلى ما دون الصفر المئوي، ويعدّ القسم الغربي منطقة شفا غورية لقربة من منطقة وادي الأردن (الأغوار).

المعالم الدينية والحضارية والسياحية

ربما تكون القلعة هي الأشهر، إلا أن  ما يجهله كثيرون أن أرض عجلون تزخر بالأوابد والآثار من العصور المختلفة، لأنها كانت عبر الزمن مكانا مميزا بموقعه وطبيعته. ومما تم اكتشافه فيها مدافن رومانية وبيزنطية، وآثار وأدوات فخارية ونقود تعود للعصور الرومانية، والإسلامية، وخاصة الأيوبية والمملوكية والعثمانية.  فضلا عن المساجد والكنائس الأثرية والمقامات الدينية.

قلعة عجلون

على أعلى قمم جبال عوف، شيّد القائد عز الدين أسامه أحد قادة صلاح الدين الأيوبي قلعة عجلون عام 580 هـ/ 1184 م، لتشرف على عدد من المعابر الرئيسية أهمها: وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان، فضلا عن سيطرتها على عدد من طرق المواصلات ما بين سوريا وجنوب الأردن، وكان الهدف من بنائها رصد تحركات الصليبيين حيث أُقيمت بمواجهة حصن \"كوكب الهوا\" الذي بناه الفرنجة غرب النهر. وللسيطرة على مناجم الحديد في \"مغارة وردة\" بجبال عجلون.

ضربت القلعة زلازلُ مدمرة في عامَي 1837 و1927، إلا أنها بقيت صامدة لتكون شاهداً حياً على عبقرية الهندسة العسكرية الإسلامية، فقد أكسبها موقعها على أعلى قمة ميزة استراتيجية فريدة، حيث يحيط بها خندق عميق يبلغ متوسط عرضه 16 مترا يتراوح عمقه بين 12 و15 مترا كان يُستخدم لجمع المياه، وكحاجز منيع يصعب اقتحامه، فضلاً عن البوابات المحصنة والأبراج العالية التي شكلت موقعاً فريداً للمراقبة والدفاع.

تكثر الدهاليز والممرات الضيقة في القلعة، وفيها القاعات الفسيحة التي كانت منامات للجند واصطبلات لخيول الأيوبيين، إضافة إلى آبار المياه التي تتسع لآلاف الأمتار المكعبة من مياة المطر.

بُنيت القلعة على شكلٍ شبه مربّع، وفيه أربعة أبراج مربعة عند زوايا البناء، ويتكون كل برج من طابقين. وفُتحت في جدرانها السميكة نوافذ ضيقة لإطلاق السهام. وفي زمن العثمانيين سُميت \"قلعة ابن فريح\"، إشارة إلى قبيلة الفريحات التي كانت تحكم تلك المنطقة.

وقد قامت وزارة السياحة والآثار العامة بأعمال الصيانة والترميم، وأعادت الجسر المعلق على الخندق عام 1980. ويوفر الموقع الاستراتيجي للقلعة وارتفاعها الشاهق البالغ 1023 مترا عن سطح البحر، إطلالة واسعة على غور الأردن وفلسطين من بحيرة طبرية حتى البحر الميت. حيث يمكن للمرء مشاهدة جبال القدس في الأفق الغربي في أيام الصحو.

محمية غابات عجلون

تغطي محمية غابات عجلون التي أنشئت عام 1987، مساحة 12 كم2، وتقع ضمن مرتفعات عجلون شمال عمان. وتتألف من جبال تشبه إلى حد كبير مناطق البحر الأبيض المتوسط، ويتراوح ارتفاعها ما بين 600 و1100 متر فوق سطح البحر، وتحتوي على سلسلة من الأودية المتعرجة.
وتكمن الأهمية البيئية للمحمية بتمثيلها لنمط غابات البلوط دائمة الخضرة التي تتوفر بكثرة في شمال الأردن. وكجزء من نظام حوض البحر الأبيض المتوسط الجغرافي الحيوي، فإن المنطقة تتكون من مساحات مغطاة بالغابات.
بالإضافة للبلوط دائم الخضرة تعيش في المحمية أشجار الخروب، وشجر البطم الفلسطيني والقيقب. وعلى مر السنين كانت هذه الأشجار غاية في الأهمية لسكان المنطقة كمصدر للحطب وفي بعض الأحيان كقيمة غذائية وطبية.
كما تحتضن المحكية العديد من الحيوانات والنباتات مثل الخنزير البري والدلق الصخري وابن آوى، الذي يتواجد بأعداد كبيرة بالقرب من المحمية، بالإضافة إلى الثعلب الأحمر والضبع المخطط والسنجاب الفارسي والقنفذ والذئب. كما تتواجد العديد من الزهور البرية مثل السوسنة السوداء وأزهار الأوركيدا. وقد تم الإعلان عن محمية عجلون في العام 2000 من قِبَل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والمجلس العالمي لحماية الطيور كمنطقة مهمة للطيور في الأردن.

راجب

عُثر في هذه المنطقة على أرضيات فسيفسائية، وعند استكمال أعمال الحفر والتنقيب الأثري تم اكتشاف كنائس بيزنطية تعود للقرن السادس الميلادي، وقد وُثِّقت الأرضية بكتابة إهداء باللغة السريانية.

المساجد

ومنها: مسجد عجلون الكبير الذي بناه الصالح نجم الدين أيوب سنة 645 ه/ 1247 م، وهو أحد مسجدين بُنيا في ذلك العهد، لكن المسجد الثاني لم يبقَ له أثر. وقد اهتم الظاهر بيبرس بمدينة عجلون فبنى منارة للمسجد سنة 1263 م. ويقع مسجد عجلون في منتصف المدينة، وهو من أقدم المساجد الباقية في الأردن.

وهناك مسجد كفرنجة الذي يقع في قلب البلدة، وهو جامع قديم بني على أسس أيوبية ومملوكية.

أما مسجد عبّين الكبير الذي شُيد على أنقاض مسجد أثري، فيُعَدّ من أهم معالم منطقة عجلون، إذ تعدّ مئذنته أقدم وأطول مئذنة مسجد في الأردن.

وهناك أيضاً: مسجد ألستب الأثري، مسجد كدادة الأثري في وادي الطواحين، مسجد ستات في راس منيف، ومسجد عصيم الأثري.

المقامات الدينية

ومنها: مقام سيدي بدر في عجلون، مقام الصخراوي في صخرة، مقام محبوب في عين جنا، مقام الخضر في عجلون، مقام علي المومني في عين جنا، مقام البعاج في عجلون، ومقام عكرمة في الوهادنة.

المياه

تكثر في المحافظة الينابيع والجداول والآبار الارتوازية، وتعدّ هذه الينابيع مصدرا مهما للشرب وسقاية المزروعات وإدامة الخضرة الدائمة، ومن أهم هذه الينابيع: نبع التنور في منطقة عرجان، نبع ازقيق في منطقة حلاوة، ونبع الفوار في عين جنا، ونبع راسون، ونبع عين فلاح، ونبع أبو الجود الذي يظهر عند اكتمال الموسم فقط ولمدة تقارب الأسبوع ويشتهر بمياهه الغزيرة.

الثروة الحرجية

تشتهر محافظة عجلون بأشجار الزيتون بأعمارها المختلفة، فمنها ما يتجاوز عمره القرن مثل \"الرومي\" الذي سُمي كذلك لأنه موجود منذ زمن الرومان، وهو موجود بكثرة في الوهادنة وكفرنجة، وكذلك النبالي الذي ينتشر بكثرة في الهاشمية (\"فارة\" قديما). وعجلون غنية باللوزيات والعنب والتين والتفاح، وبالأشجار الحرجية كذلك مثل: اللزاب، السنديان، الأرز، الملول، القيقب، البطم، الزعرور والخروب.

وتبلغ المساحة الكلية للمناطق الحرجية 142.257 دونما، ومساحة الحراج الطبيعي 91 ألف دونم، ومساحة الحراج الصناعي 21 ألف دونم، ومساحة المراعي 4.576 دونما.

عجلون في كتب الرحّالة والمؤرخين

زار عجلون كثير من الرحالة والمؤرخين وأوردوا ذكرها ووصفها في كتبهم.

يقول الشيخ شمس الدين الدمشقي المتوفى سنة 1327 م في كتابه \"نخبة الدهر في عجائب البر والبحر\": \"فيها حصن حسن حصين وفيه مياه جارية وفواكه كثيرة، وأرزاق غزيرة، وهو مشرفٌ يُرى من مسيرة أربعة أيام\".

وذكرها الرحالة ابن بطوطه المتوفى سنة 1377 م بقوله: \"ثم سافرت منها (نابلس) إلى مدينة عجلون، وهي مدينة حسنة لها أسواق كثيرة وقلعة خطيرة ويشقها نهر ماؤه عذب\" .

كما ذكرها العلامة ابن شاهين الظاهري المتوفي عام  1467م في كتابه \"زبدة كشف المماليك\" بقوله: \"وأما مدينة عجلون فلها قلعة وإقليم يشتمل على قرى عدة وهي جبال وأودية. وتوجد ثلاث قرى مزدهرة؛ عجلون وعنجرة وكفرنجة، وتكثر الخرائب الأثرية في هذا الوادي، ما يدل أن هذه الجهة كانت حافلة بالقرى أو المدن في العصور القديمة، وقد رأيت بستانا فيه أنواع الأشجار المثمرة وتكثُر الطواحين في الوادي وقد عددت اثنتي عشرة طاحونة\". كما أنه وصف وادي راجب بقوله: \"ثم قطعنا وادي عجلون وبعده وادي راجب وشاهدنا في كل منهما جدول ماء كبيرا، وفي طرق كل منهما خرائب مهمة.

ويذكر د.يوسف غوانمة في كتابه \"التاريخ السياسي لشرق الأردن\" أن عجلون \"كانت في عهد دولة المماليك الأولى من أهم الدروب الاقتصادية، بل هي الممر الوحيد الذي تسلكه قوافل التجارة بين العراق ودمشق والقاهرة. ولعل ذلك راجع لتعذر دخول البدو إليها ومهاجمة القوافل التجارية. كما أنها كانت المصدر الثالث من مصادر أرزاق العساكر الإسلامية بعد دمشق ولبنان في عهد الأيوبيين والمماليك\".

وذكرت بعض المصادر أن القافلة التي اشترت النبي يوسف قد مرّت بعجلون التي كانت تشتهر قديماً بنبات البيلسان، وهو المادة الرئيسية التي استخدمها المصريون القدماء في تحنيط موتاهم، حتى إن اسم النبات بالإنجليزية هو (BALM OF GILEAD)، أي \"بلسم جلعاد\".

وذكر المستشرق \"لانكستر هاردينغ\"، أن عجلون تشتهر بالحديد الذي كان الأيوبيون يستخرجونه من مغارة  \"وردة\" قرب راجب (قرب ما يُعرف بـ\"الجبل الأخضر\"/ خشيبة التحتا)، ويصنعون منه السيوف في داخل القلعة بعد صهره واستبعاد الرواسب منه في فرن الصهر قرب القلعة، في الجانب الغربي منها.

أما الرحالة \"سيلاه ميرل\" فيصف عجلون في عام 1877  بأنها ذات واد جميل واسع كثير الينابيع، مضيفا أن منظر الوادي عند قرية عين جنة يجعله \"من أجمل الأودية في سورية كلها\". ويتابع: \"توجد ثلاث قرى مزدهرة هي عجلون وعنجرة وكفرنجة ، وتكثر الخرائب الأثرية في هذا الوادي، ما يدل على أن هذه الجهة كانت حافلة بالقرى أو المدن في العصور القديمة، وتكثر الطواحين في الوادي\".

أما \"جراي هل\" فيكتب عن زيارته إلى الأردن عام 1888 قائلا: \"اتجهنا من جرش نحو جبل عجلون فمررنا بأرض أجمل من أي أرض مررنا بها من قبل\".

مشاهير من عجلون

اشتهر في عجلون عدد من المتصوفة الذين اتخذوا من \"خانقاه سيد بدر\"  الواقعة قرب مسجد عجلون الأيوبي في قلب المدينة، مقرا لهم (الخانقاه هي المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة)، ومنهم الزاهد العابد عمر بن حاتم العجلوني، ومحمد بن علي بن جعفر الشمس العجلوني المعروف بالبلالي، الذي وُلد بعجلون ورحل إلى دمشق والقاهرة حيث تولى مشيخة سعيد السعداء هناك، وقد صنّف البلالي عدداً من الكتب قبل أن يتوفى في القاهرة عام 1417 م.

وتدل إقامة هذه \"الخانقاه\" في عجلون على أهميتها في عصر الأيوبيين والمماليك، فهي كما يؤكد د.يوسف غوانمة من المدن المهمة التي تمتلك شهرة تجارية واقتصادية، إضافة إلى أهميتها الاستراتيجية التي دفعت صلاح الدين إلى بناء القلعة فيها، إضافة إلى ظهور عدد كبير من العلماء والفقهاء والشعراء فيها، والذين كانوا على اتصال بعلماء دمشق وبيت المقدس.

ويذكر غوانمة في كتابه \"الحياة العلمية والثقافية في الأردن في العصر الإسلامي\" عدداً معتبراً من علماء وشعراء عجلون الذين يقدم تراجم لهم ومنهم عمر بن محمد بن عمر المعري العجلوني الفقيه الذي وُلد بعجلون وتوفي بمعرة النعمان، والشاعر الأديب محمود بن طي العجلوني الذي كان شاعراً رقيقاً في عهد المماليك، والعالم فضل بن عيسى بن قنديل العجلوني الحنبلي.

ومن علماء عجلون، يذكر غوانمة ثلاثة وثمانين عالماً وأديباً رحلوا إلى دمشق والقاهرة والقدس واشتهروا فيها، ومنهم: عز الدين بن عبد السلام بن داود العجلوني، وبرهان الدين إبراهيم الباعوني، وعائشة بنت يوسف بن أحمد الباعونية.

أما د.قاسم المومني وفخري كتاني فيذكران في كتابهما \"شعراء عاشوا في قلعة عجلون\" حوالي اثني عشر شاعراً في القرنين السابع والثامن الهجريين منهم: يحيى بن خضير، ومحمد بن سليمان، وسعد الدين بن المبارز. ما يؤكد على ازدهار الحياة الثقافية في عجلون عبر العصور.

المراجع:

  • سلطان الزغول / مديرية ثقافة عجلون
  • ويكيبيديا الموسوعة الحرة ar.wikipedia.org
  • دائرة الإحصاءات العامة www.dos.gov.jo
  • الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة www.rscn.org.jo
  • وكالة عجلون الإخبارية www.ajlounnews.net

كيف تقيم محتوى الصفحة؟