
عن وزارة الثقافة، صدر مؤخرا العدد السادس عشر من مجلة صوت الجيل، الشهرية المعنية بالإبداع الشبابي، مشتملا على جملة من المواد الأدبية، التي تكشف النقاب عن عدد كبير من مبدعي المملكة، وعن موضوعات مهمة، تـُعبر عن المرحلة المعاصرة وعن آمال وآلام وتطلعات الجيل الجديد..
صدر العدد بحلة جديدة، وبهيئة تحرير شكلتها معالي وزيرة الثقافة مؤخرا للمجلة تتألف من: الروائي والشاعر جلال برجس (رئيسا للتحرير)، الشاعر علي شنينات، والأديب والإعلامي جعفر العقيلي، والشاعر تيسير الشماسين (أعضاء هيئة التحرير)، أ.محمد المشايخ(مدير التحرير)، أ.فادية نوفل (سكرتيرة التحرير)، د.أنس الزيود:المدقق اللغوي، أ.يوسف الصرايرة: الإخراج الفني.
(عتبة العدد) كتبها الروائي والشاعر جلال برجس رئيس تحرير المجلة تحت عنوان: (لا نصائح لدرب الكتابة إلا مصابيحكم الداخلية) قال فيها: قرأت كثيرًا من الكتب والمقالات التي تقدم نصائح وإرشادات في الكتابة الأدبية، وحتى أنني سعيت إلى معرفة طقوس الأدباء، وكيف كانت بداياتهم. وأضاف: السؤال عن الكتابة سؤال عن أمر غير ثابت، ليس له قواعد محددة بشكل كامل، لهذا فإن النصائح ستكون على هذا المنوال نفسه، غير ثابتة. هي مجرد نصائح يمكن أن تنفع البعض، ويمكن ألا يجد البعض الآخر فيها ضالتهم. لكن تبقى الحاجة ملحة لما يشبه الضوء في الدلالة على الطريق، أين تقع، وأين بدايتها. أما المضي في الطريق فهذا شأن آخر، لأن المضي فيه لا يحتاج إلا للضوء الداخلي للكاتب، إنها حقيقة لا ثانية لها. فمهما تسلح من قرر خوض غمار هذه التجربة بنصائح كبار الكتاب، وبعصارة تلك المحطات التي أفضت بهم إلى المضي والنجاح في الكتابة، لن يدله إلا مصباحه الداخلي الذي بطبيعة الحال هو الموهبة التي يتوهج نوره بزيت يتشكل كنتيجة حتمية للخبرة الحياتية، وخبرة الممارسة في الكتابة؛ فالنص الأول ليس هو النص الذي كتب بعد مضي عشرين سنة. يبدو لي هذا الأمر أشبه بممارسة المشي منذ الخطوة الأولى التي عادة ما تكون مرتبكة، ومتهورة، ثم مع مرور الخطوات تصبح أكثر اتزانًا وقوة.
ومما جاء في افتتاحية أ.جلاب برجس: هناك الكثير من النصائح والطقوس والمؤشرات التي يمكن أن يحاول الكاتب الاستنارة بها، لكنها لن تصنع كاتبًا بمفردها؛ فالكتابة موهبة، لكن هذه الموهبة تأخذ النسبة الأقل من جملة العناصر التي تقف وراء النجاح في الكتابة؛ إذ أن فكرة الوحي ليست إلا فكرة غنائية شعرية إذ ما انتبهنا إلى قيمة الاشتغال الجاد على النص وما قبله.
وختم أ.برجس عتبة العدد بالقول: الكتابة الأدبية بمختلف أشكالها ليس مستقرة، ولو كانت كذلك لما جنينا تعدد المدارس الأدبية، وكل تلك التطورات في الأدب. والنصائح ما هي إلا وجهة نظر من زاوية تخص فردًا واحدًا احترف الكتابة. يمكن لهذه النصائح أن تجد طريقها إلى كاتب شاب يستنير بها، ويمكن أن تفيد الكثير، لكن النصيحة الأهم برأي لأي من هؤلاء الذين يقفون على مفترق طرق، ويفكرون بوضع القدم سعيًا للخطوة الأولى في الكتابة أن ينصتوا لصوتهم الداخلي، ويمضوا إلى الأمام على نور مصباحهم الداخلي أيضًا.
وكتب الشاعر علي شنينات في البوابة الرقمية تحت عنوان:(حين يصبح الذكاء الاصطناعي سارداً مبدعاً): الذكاء الاصطناعي هو فرع واسع النطاق لعلوم الكمبيوتر يهتم ببناء آلات ذكية، قادرة على أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاء بشرياً في التعلم الآلي والتعلم العميق،وأضاف:يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أداء المهام المرتبطة بشكل شائع بالوظائف الإدراكية للإنسان، ومع تحسن جودة اللغة الطبيعية التي تولدها أنظمة الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تدعم واجهات الكتابة التدخلات التي تتجاوز التدقيق النحوي والتدقيق الإملائي ، مثل اقتراح المحتوى لإثارة أفكار جديدة، لاستكشاف إمكانية الكتابة الإبداعية بالآلة.
واشتملت(مصفوفة العدد) على ملف عن(أدب الشباب في العقبة)أعدته أ.هبة عصام، وقالت في مقدمتها له:تتمتّعُ العقبةُ ببيئةٍ غنيّةٍ جغرافيًا، حيث اللقاءُ الآسرُ بين البحرِ والصحراء، والذي كان له عظيمُ الأثرِ على ما جادت بهِ قريحةُ كتّابِها من الجيلِ السابقِ وصولًا إلى جيلِ الشبابِ الواعدِ، والذي يحملُ اليومَ على عاتقِهِ مسؤوليةَ تقديمِ أبهى صورةٍ لمدينتهِ عبرَ كتاباتِهِ ومنتجاتِهِ الثقافيّة، وتنبعُ هذه المسؤولية من شعورِ الشبابِ المثقفِ في ثغرِ الأردنّ الباسمِ ببُعدِ العقبةِ عن المشهدِ الثقافيّ بشكلٍ عام والأدبيّ بشكلٍ خاص، والذي يدورُ في العاصمةِ وما حولَها.ويتناولُ هذا الملف مقالاتٍ دوّنتها مجموعةٌ من الشبابِ والشاباتِ حولَ الواقعِ الثقافيّ لمدينةِ العقبة، وما يحملُهُ من صعوباتٍ وتحدّياتٍ تواجههم، وعن السبُلِ الممكنةِ لتجاوزِها، بالإضافةِ إلى رغباتِهم طموحاتِهم في تحقيقِ واقعٍ ثقافيّ يلبّي احتياجاتِهم الفكريّة، كما يصوّرون طبيعةَ العلاقةِ التي تربطُهم بالبحرِ والرمالِ، إذ تخلقُ هذه العلاقة أسلوبًا أدبيًا فريدًا لا يخفى عن القرّاء، والذي باستطاعتِهِ، في حالِ وجودِ الدعمِ اللازمِ والاهتمامِ المرجوّ، إغناء الأدبِ الأردنيّ والأدبِ العربيّ.. وممن كتبوا في هذا الملف:د.محمود الكركي(قراءة في الواقع الثقافي لمدينة العقبة والتطلعات المستقبلية)، أ.ريناد القرارعة: (كتاب العقبة بين البحر والمسافات والمدونات الالكترونية)، (كتاب العقبة بين الأمنيات والواقع):أ.عبد الله الزغول، (أدب الشباب في العقبة في درب الغياب):أ.رباب زربتلي.
وحاورت أ.فاطمة الهلالات الروائي والإعلامي أحمد الطراونة في زاوية(ملتقى الأجبال)، والتي أكد فيها الطراونة على ريادة الرواية الأردنية، ولا سيما التي كتبها أ.عقيل ابو الشعر عام1912، أي قبل رواية (زينب) للمصري محمد حسين هيكل.
وفي الفصل الخاص بالأعمال الإبداعية الشبابية الذي يحمل عنوان (ورد بلدي) وردت المواد التالية:الجنوب لديالا البطوش، أمضي إليّ لمحمد عويس، أمي وماكينة الخياطة لدعاء الزيود، هذيان لرندا المهر، ومن الصفر لعروبة الخوالدة..التزمت المجلة في هذه الزاوية بنشر أعمال تمثل صوت الجيل الشاب وما فيه من التزام بالهموم الوطنية المحلية وارق الجماهير، إلى جانب النهوض بجماليات الشعر والقصة الأردنية.
وفي زاوية (خرائط البوح)، كتبت ابتسام خواطرة تحت عنوان (عندما فاتني القطار).
وفي مختبر العدد، وردت المواد التالية: النماذج البشرية في مجموعة صلصال القصصية لهشام مقدادي(نقد د.خولة شخاترة)، العمل الروائي"بروكا حكاية الفتى رضا" لمؤلفته الكاتبة الأردنية عهود عبد الكريم السرحان(نقد:عزة سلطان)، أهمية تفعيل المكتبات العامة للحد من"هجرة" القراءة الورقية: ديما الرجبي، صورة "البترا" وتجليات المكان في رواية "نفرتاري الرقيم" للكاتبة صفاء الحطاب(نقد:مُحَمّد دَلْكي)، أيها الشباب تريّثوا قليلاً: وزارة الثقافة الأردنية/ مجلة صوت الجيل نموذجاً: لـ أ.رشاد رداد، الأدباء الشباب في العراق بين متاهات الحرية وتعدد الأيديولوجيا:د.سعد التميمي.
وفي زاوية مراسيل، كتب إيهاب مصطفى، تحت عنوان (مأساة الكاتب الموهوب مع القارئ السيد)، واختتم العدد بزاوية (نقوش)بمقالة للكاتبة ياسمين عكه حول (درج الكلحة).
يتضح من هذه الزوايا والمواد التي تضمنتها والأدباء الذين نشروا فيها، قدرة وزارة الثقافة، وهيئة تحرير المجلة، على الإحاطة بالمشهد الثقافي الشبابي في المملكة، وأن تعكس كل ما فيه من تجليات إبداعية، ومن تنوّع يـُثري المشهد الثقافي المحلي، ويساهم في الحراك الثقافي العربي بثقة واقتدار.
وزيرة الثقافة هيفاء النجار، الفنان المسرحي سمير خوالدة "51 عاماً" الذي وافاه الأجل في دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء 30/8/2023، إثر سكتة قلبية حادة.
وقدمت النجار في بيان صحفي صادر عن الوزارة، عزاءها الشديد لأسرة الفنان الراحل وعائلته ولنقابة الفنانين الأردنيين، ولجمهور الفنان الذي قدم في عالم الإخراج المسرحي وكتربوي عامل في المسرح، منجزاً يليق بفنان مبدع، يفتقده جمهوره اليوم وزملاؤه في المهرجانات المحلية والعربية والفرق المسرحية التي عمل معها وقدم لها الكثير.
ويعيش خوالدة منذ سبع سنوات في إمارة الفجيرة، حيث يعمل هناك في مؤسسة الإمارات للتعليم، مخرجاً مسرحياً ومشرفاً على الورشات المسرحية والدرامية وعلى طلاب إمارة الفجيرة الذين يشاركون سنوياً في "تحدي القراءة العربي"، بعد أن عمل لسنوات عديدة في وزارة التربية والتعليم الأردنية، كمدرس دراما ومسرح، وشكل حالة ابداعية فريدة في مسرح الطفل الأردني.
ويعد خوالدة عضو نقابة الفنانين الأردنيين، من مؤسسي المسرح الحر في الأردن، وهو من المتميزين في مسرح الطفل، إذ أشرف على العديد من الورشات المسرحية ومهرجانات مسرح الطفل في الأردن والإمارات، خلال مشواره الفني الذي يزد عن ربع قرن، وهو حاصل على بكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة اليرموك عام 1994.
ومن أبرز المسرحيات التي قدمها في الأردن: "أطفال المنجم"، و"صحبة الأخيار"، و"رحلة الأمان"، و"غريب في القرية"، و"الكنز"، و"قصة الانفصال"، و"حكيم القرية"، و"مملكة النحل"، كما قدم في الإمارات مجموعة من المسرحيات أبرزها "الحكيم الطيب"، والتي نال عنها جائزة أفضل إخراج مسرحي، في "مهرجان الإمارات السادس لمسرح الطفل"، ومسرحية "رحلة المعرفة"، ومسرحية "الخاتم العجيب"، التي حصل من خلالها على جوائز "أفضل عمل مسرحي متكامل" و"أفضل سينوغرافيا" و"أفضل ممثلة دور أول" في "مهرجان المسرح المدرسي الخليجي" الذي أقيم في دولة الكويت في شهر شباط الماضي.
--(بترا)