لواء بصيرا/ مدينة الثقافة الأردنية 2019

لواء بصيرا عبر التاريخ..
إننا إذا أردنا الحديث عن بلدة بصيرا في جانبها التاريخي، فيعني ذلك الغوص في أعماق التاريخ، منذ حوالي 4000 عام مضت.
فبصيرا التي كانت عاصمة الدولة الآدومية منذ 2000  عام قبل الميلاد، تلك الدولة التي امتدت من وادي الحسا حتى العقبة جنوباً. عاش فيها ملوكٌ كل سني حياتهم، فهي التي أنجبت الملك الآدومي (قوص ملك) عام 732 قبل الميلاد، ومشى على ثراها الملك (أيارامو) الآدومي عام 701 قبل الميلاد، ودفن بين ثناياها الملك (قوص جبار) الآدومي، ومثلهم الملك هدد الآدومي.
بصيرا التي ترك فيها الآشوريون بعض آثارهم، رغم بُعد دولتهم عنها!
وفيها رواث وغرندل. فإنّ رواث التي كانت تسمى (باراثا) كانت مركز منطقة الطفيلة كلها، وكانت آهلة بالسكان، وهؤلاء السكان هم قبائل عربية كانت نصرانية ثم أسلمت أثناء الفتوحات الإسلامية، تلك هي قبائل: بلي وقضاعة ولخم وجذام وغسان. فرواث لها ذكر في الكتب والمعاجم منذ 800 سنة.

وقد كانت بصيرا آدومية فأصبحت نبطية الهوى، رغم أنها لم تتألق كالبتراء والسلع، ثم تحولت إلى مدينة غسانية، وعاد بنو غسان لمدينة بصيرا، فكانت مقراً للأمير الغساني الحارث بن شمّر الغساني، وكانت بصيرا شاهدة على حادثة خطيرة، إنها مقتل الصحابي الجليل الحارث بن عمير الأزدي اليماني، الذي احتضنت رفاته.
وبجوارها ثلة من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم، إنهم رفقاء الحارث الغفاري، قائد السرية التي بعث بها رسول الله إلى منطقة ذات أطلاح المجاورة لبصيرا.
وقد أصبحت بصيرا قرية تتبع قضاء الطفيلة منذ عام 1892. ووقف أهلها إلى جانب الثوار أثناء الثورة العربية الكبرى، وقد ساندوا الأمير زيد بن الشريف الحسين بن علي أثناء رجوعه من الطفيلة نحو الرشادية مروراً بقرية بصيرا مطلع عام 1918، ولا ننسى ما قدمته بصيرا من شهداء وجرحى خلال معارك الثورة العربية، كمعركة حد الدقيق.
بصيرا التي تأسست فيها مدرسة منذ أكثر من مائة سنة، وذلك عام 1911، تلك المدرسة التي كانت حتى عام 1915 واحدة من 19 مدرسة كانت في منطقة الأردن، وكانت عام 1928 واحدة من 35 مدرسة حكومية موزعة على أنحاء إمارة شرق الأردن، وفي عام 1934 كانت واحدة من 65 مدرسة أميرية ابتدائية في الإمارة، وفي عام 1946م كانت واحدة من 77 مدرسة حكومية في الأردن، وواحدة من 67 مدرسة للذكور، ومعلّمها الوحيد كان واحداً من 214 معلّماً ومعلّمة في الأردن. 
تزدهر أراضيها بنباتات جميلة، ففي بريتها ينبت الزعتر والقيصوم، وعلى سهولها يقطن العنب بأنواعه، وفي سفوحها يعيش الزيتون والرمان والتين.

وتزخر بمناطق أثرية وأخرى سياحية، ففيها آثار الأدوميين في أقصى شمال البلدة، وفيها بقايا مساكن وبيوت القرية القديمة التي يبلغ عُمر بعضها أكثر من 200 سن، وفيها المسجد القديم الذي جرى تحويله إلى مكتبة عامة، وفيها مقامات وأضرحة، وفيها مغارة الملكة هيلانا، وخربة الولي، وعيون الماء، ومناطق خلّابة مثل المصاد والجنين، وشلال "شلالة العرش"، وفيها آثار غرندل ورواث.
قدمت بلدة بصيرا شهداء كثر، منهم أول شهيد من الطفيلة على ثرى فلسطين، إنه الشهيد سليمان درويش عيال سلمان، الذي استشهد برصاص الجيش البريطاني على أبواب القدس أثناء ثورة 1933 في فلسطين.

وبصيرا اليوم مركز لواء يعيش فيه ربع سكان محافظة الطفيلة، فيها من الطاقات الشبابية ما يبهر، وخير مثال على ذلك مركز الجودو الذي حقق إنجازات مميزة، وكذلك المبادرات الشبابية العديدة، ولا ننسى الإبداع الأدبي الذي تحظى به، ففيها عشرات الشعراء، ومثلهم من كتّاب القصة والمقالة، وفيها حفظة القرآن، وفيها مئات الأطروحات الجامعية، وعشرات المؤلفات المنشورة. والأبرز من كل ذلك أنّ فيها أناسا يعشقون وطنهم عشق الولهان، ويقدّمون لثرى بلادهم أغلى ما يملكون، فهم على عهدهم باقون ولوطنهم الأردن محبون ولقيادتهم الهاشمية مؤيدون.

والقادسية تلك البلدة العريقة ضمن لواء بصيرا أقصى جنوب محافظة الطفيلة. في موقع حيوي على منحدرٍ مطلٍ على وادي وجبال محمية ضانا الطبيعية وعلى بعد 180 كم جنوب غرب العاصمة عمان؛ يحدها من الجنوب الغربي لواء الشوبك. ويصل ارتفاعها 1600/1520 متر عن مستوى سطح البحر، وتمتد على نهاية سلسلة جبال الشراه. وتمتاز المنطقة بمناخ البحر الأبيض المتوسط وهي من المناطق القليلة في الأردن التي تتساقط عليها الّثلوج بكميات كبيرة نظرا لارتفاعها عن مستوى سطح البحر وتتميز بوجود محمية ضانا الطبيعية التي تضم أربع مناخات وتعد المحمية أكبر محمية في الشرق الأوسط.
وتضم القادسية 15 مدرسة موزعة على جميع  المراحل المدرسية واحده منها خاصة ويشترط الدراسة فيها بأن يكون الطالب من أبناء إسكان الرشادية. وتعتبر القادسية من المناطق المتقدمة في التعليم ، حيث يوجد في المنطقة أطباء وعشرات المهندسين وكم هائل من المعلمين وممن يحملون شهادة الماجستير والدكتوراه. وتعد الإناث الأعلى نسبة في المتعلمين في منطقة القادسية.

فعاليات لواء بصيرا مدينة الثقافة الأردنية 2019

المرجع: مديرية ثقافة محافظة الطفيلة