الأغنية العربية الفنية
لم تجد الأغنية العربية الفنية اعتباراً واحتراماً بالرغم من رواجها على الصعيدين الخاص والعام، كما أننا لم نجد الأبحاث الموسيقية العربية تتناول الأغنية الفنية بالدرس ولا يرد لها ذكر في تصنيفات القوالب الغنائية العربية التي تُورِدُ - بالاحترام والتقدير، الموشح، والنوبه، والقصيدة، والموال، والدّور. ويأتي ذكر "الطقطوقة " في مصر، بديلاً عن الأغنية الفنية، ولكن التسمية لا تعطينا إحساسا بالاحترام بل تشير إلى الاستخفاف. وأُطلِق هذا الاصطلاح "طقطوقة" على صنفٍ من الأغاني كان قد أَدخله سيد درويش لمصر بعد تأثره بالموسيقى والغناء العراقي والسوري وكان من نتيجة ذلك ظهور الطقاطيق من أمثال "زوروني في السنة مرة ".
ونعرف في الأردن، أغانٍ تقليدية فنية من التراث العربي ذات بناءٍ واضح كالأغاني التالية:
يا ميت مسا، عالعزوبية، زوروني في السنة مرة، قولو ليَّ، عالروزنا، يا بنات اسكندرية وغيرها.
مثال موسيقي رقم (24) يا بنات اسكندرية
ملحنو وشعراء الأغاني التقليدية الفنية القديمة مجهولون، ولكن بعضها استُقي من موشحاتٍ دينية كتلك التي لحنها عثمان الموصلي بعد أن تغيرت كلماتها ووضع لها شعرا أكثره في الحب.
وتأتي الأغاني في جميع المقامات العربية، وألحانها تؤكد وتدلّ على نشأتها في كنف المجتمع المثقف للمُدُن العربية. وتمتاز بالمحسنات اللحنية، وبطريقة الأداء، وبالخط اللحني العاطفي وباستخدام "الجامحة" (synkope) [1] وهذه الصفات تنطبق على القوالب الأخرى من الموسيقى العربية الغنائية. ونورد الأغنية التالية كمثالٍ يجمع هذه الصفات:
مثال موسيقي رقم (25) يا ميت مسا
ويمكن أن ترافق الآلات الموسيقية الأغاني منفردة أو بشكل فرق موسيقية ودون تعدد أصوات بل تعزف لحناً واحداً.
المصدر:
- الحياة الموسيقية في الأردن، د. عبد الحميد حمام، وزارة الثقافة، عمان، 2008. "بتصرُّف"
[1] - الجامحة: وتعني دمج زمن ضعيف مع زمن قوي بحيث نحسّ بتأخر الإيقاع عن زمنه المتوقع. وهذا يعطي للألحان تحريكاً إيقاعياً خاصاً وفي الغرب تُعرف الجامحة بـ (synkope ).