Logo 2 Image




المقدمة 
يأتي هذا البرنامج في ضوء محددات الإطار الاستراتيجي الوطني، وفي سياق تعزيز القدرات الوطنية في اكتساب المعرفة التي تعد الأساس المتين للتغيير الاجتماعي الثقافي وإحداث التنمية والتحديث، حيث تلعب القراءة بوسائلها وأوعيتها المتعددة أداة أساسية في اكتساب المعرفة إلى جانب أساليب التعليم والتعلم المتعددة.
ساهمت وزارة الثقافة على مدى عقود طويلة في إثراء المعرفة لأجيال من الأردنيين من خلال برامج الإصدارات والنشر التي تشجع على القراءة، وإنشاء المكتبات العامة والمتخصصة، ولكن ما زالت جهود تعزيز وسائل اكتساب المعرفة وتشجيع القراءة محدودة مع عدم توفر مؤشرات مرجعية يعتد بها عن حالة القراءة في الأردن.
وضمن احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، ومن أجل تطوير الجهود الوطنية في هذا المجال تضمن الإطار الاستراتيجي لقطاع الثقافة 2021-2030 والخطة الاستراتيجية التنفيذية 2021-2025 على (البرنامج الوطني للقراءة) باعتباره إحدى أدوات اكتساب المعرفة، الذي يقوم على فلسفة جديدة لتنظيم جهود الوزارة والمكتبة الوطنية في مجالات نشر المعرفة وتشجيع القراءة.

خلفية عامة 
تعد وزارة الثقافة أكبر جهة ترعى وتدعم الإنتاج الثقافي والفني والإبداع ضمن برامج شبه مستدامة تقوم عليها الوزارة وهي:

  • برنامج النشر والإصدارات: التفتت الوزارة إلى نشر النتاج الثقافي والفكري والأدبي الأردني منذ وقت مبكر من تاريخها، وهي تتولى هذا الجانب من خلال سلاسل من الإصدارات الدورية، وقد بلغ عدد إصدارات وزارة الثقافة منذ نشأتها إلى بداية عام 2020 نحو 3700 كتاب، ويتضمن هذا البرنامج النشر المباشر للكتب من قبل الوزارة، ودعم النشر الذي يقدم للكاتب.
  • مكتبة الأسرة الأردنية: أطلق مشروع إصدارات مكتبة الأسرة الأردنية في إطار استراتيجية التنمية الثقافية عام 2008، ويهدف إلى توفير الكتاب بسعر زهيد للمواطن في جميع محافظات المملكة. وتوصيل الكتاب من دون مشقة إلى المواطن، عبر إقامة مهرجان القراءة للجميع. وتغطية قطاعات المعرفة الإنسانية بسلاسل من المعارف المختلفة التي تخدم جميع أفراد الأسرة، والمساعدة على تنمية مهارات القراءة لدى كل أفراد المجتمع الأردني، وتشجيع إنشاء المكتبات المنزلية.
  • الدوريات الثقافية: أصدرت وزارة الثقافة العديد من الدوريات خلال العقود الخمسة الماضية، وأبرزها مجلة (أفكار) التي صدرت في عام 1966 باعتبارها أول مجلة ثقافية رسمية، وما تزال هذه المجلة تصدر بانتظام، ومجلة (وسام) للأطفال، وما تزال هذه المجلة تصدر بانتظام، بينما أصدرت الوزارة العديد من المجلات الثقافية التي توقفت عن الصدور لأسباب عديدة؛ ومنها مجلات (صوت الجيل) و(الفنون) و(الفنون الشعبية)، وباشرت الوزارة إعادة نشر كل من (صوت الجيل وفنون) منذ نهاية عام 2020.
  • الترجمة: بقيت جهود الترجمة محدودة ولا تكاد تذكر، وحسب الرصد الذي أجري لغايات إعداد هذه الوثيقة فإن عدد المؤلفات الأجنبية المترجمة إلى اللغة العربية من اللغات الأجنبية من قبل وزارة الثقافة لا تتجاوز 40 مؤلفا على مدى خمسة عقود، بينما تمت ترجمة الأدب الأردني إلى اللغات الأخرى من خلال الوزارة بما لم يتجاوز (20) كتاباً.

ويلاحظ حسب رصد وزارة الثقافة ومؤشرات وزارة التخطيط للفترة (2010- 2013) للمدة بين عامي (2015- 2019) أن حجم إصدارات الوزارة للكتب قد أخذ بالتراجع من نحو (260) كتابا إلى نحو (180) كتابا.
في ضوء قراءة حالة الإنتاج الثقافي التي تعد الأساس لتنمية القراءة تم تحديد5 فجوات رئيسية في هذا المجال على النحو التالي:

  1. الضعف الكمي في الإنتاج الثقافي الأردني، في الإبداع الأدبي، وفي إنتاج المؤلفات الفكرية المتعددة؛ فمعظم برامج النشر والدعم محدودة وغير منتظمة، وتفتقد للحوكمة، ولا يستطيع الجميع الوصول إليها.
  2. الضعف النوعي في برامج الإنتاج الثقافي، وتركيزها في مجالات محددة، ومحدودية التعريف والترويج للمنتج الإبداعي الأردني، وضعف الانتشار.
  3. صناعة النشر في الأردن مكلفة نسبيا، ولا توجد امتيازات كبيرة في دعمها، ما ينعكس سلبا على المؤلفين ومنتجي المعرفة.
  4. لا توجد برامج وطنية في الترجمة، وحالة الترجمة ضعيفة، سواء أكان ذلك من جهة المساهمة في الترجمة إلى اللغة العربية، لاسيما في الموضوعات التي تتعلق بالأردن، أو ترجمة الكتاب الأردني إلى اللغات الحية الأخرى.
  5. حقق (برنامج مكتبة الأسرة الأردنية) نجاحا ملحوظا في السنوات الماضية، ولكنه بات اليوم بحاجة إلى المزيد من التطوير والارتقاء به من نواحي الشكل والمضمون والتحديث.
  6. محدودية التحول الرقمي والاستفادة من الأدوات الرقمية الجديدة في الوصول إلى الجمهور.

وفي ضوء هذه الفجوات تطرح الوزارة (البرنامج الوطني للقراءة) لإعادة تنظيم جهود الوزارة في مجالات نشر المعرفة وتحديثها.

الأهداف 
الهدف الرئيسي: بيئة ملائمة لتشجيع القراءة والوصول إلى المعرفة وإنتاجها من خلال تطوير أدوات النشر الثقافي والمعرفي بما يتلاءم مع التحولات المعاصرة وحاجات المجتمع الأردني.
الأهداف الفرعية:

  1. تطوير جهود وزارة الثقافة في مجال تشجيع إنتاج المعرفة واكتسابها من خلال الإنتاج الثقافي المعرفي والإبداعي.
  2. حوكمة برامج ومشاريع الوزارة في هذا المجال تحت عنوان برنامج وطني واحد.
  3. المساهمة في إيجاد بيئة محفزة للقراءة تنسجم مع طبيعة العصر وحاجات المجتمع الأردني والتحول الرقمي.
  4. تطوير أطر ومؤشرات مرجعية علمية قابلة للتحديث دوريا حول حالة القراءة في الأردن.

المكونات الاساسية 
أولا: برامج النشر (سياسة النشر 2021- 2025) 

  • سياسة النشر في الوزارة 2020-2021

يسعى مشروع النشر في وزارة الثقافة لتحقيق حزمة من الأهداف، منها:

  1. إصدار ونشر الكتب للمؤلفين الأردنيين والعرب في المجالات الفكرية والأدبية والعلمية والتراثية، وفي تاريخ الأردن ونهضته وإنجازاته على كل الصعد، ضمن خمس سلاسل معتمدة.
  2. الإشراف على إصدار المجلات المختصة في الشؤون الثقافية والفنية، وتسيير شؤونها الإدارية والفنية.
  3.  التعاون والتنسيق مع دور النشر المحلية والعربية.
  4. تغطية النقص الحاصل في المكتبة المحلية والعربية، وتغذيتها بالعديد من الكتب المهمة، عن طريق الاستكتاب.
  5. الترويج والتعريف بالمنتج الأردني في مختلف الحقول، وبالكتاب الأردنيين داخل المملكة وخارجها، من خلال التنظيم والمشاركة في معارض الكتب المحلية والعربية.
  6. إعداد وتطوير خطط التوزيع والنشر سنويا لمواكبة تطورات العصر.
  • السلاسل المعتمدة

سيتم النشر في الوزارة ضمن 5 سلاسل معتمدة للنشر، وهي:

  1. سلسلة فكر ومعرفة: وهي سلسلة تسعى إلى خلق الوعي والإدراك وتنمية التفكير وفهم الحقائق وسياقات التاريخ والحياة، وتفسير النتائج والتجربة الإنسانية، وخلق التأمل الفلسفي ضمن آليات المنطق والتحليل العلمي.
  2.  سلسلة الفلسفة للشباب: ضمن سياسة النشر الجديدة للوزارة الثقافة 2020، تم اعتماد سلسلة جديدة تحمل عنوان (الفلسفة للشباب)، وهي مجموعة من الإصدارات من الكتب الصغيرة الحجم في موضوعات فلسفية مبسطة موجهة إلى الشباب الأردني والعربي تسعى إلى تطوير الذائقة المعرفية للشباب وتحسين قدراتهم في تحصيل المعرفة المعاصرة ونقدها. إن وزارة الثقافة الأردنية إذ تطلق هذا المشروع الثقافي مع دخول الدولة الأردنية مئويتها الثانية، فهي تؤكد الثقة بالذات وسط تحولات سريعة وهائلة يشهدها العالم والإقليم من حولنا، ووسط فوضى معرفية وغياب نظرية تفسر التغيير والظواهر الجديدة في العالم. 
  3. سلسلة الكتاب الأول: وهي سلسلة تعنى بنشر الكتاب الأول للمؤلف، وفي الأغلب يكون المؤلف من قطاع الشباب، وذلك من قبيل الدعم لهؤلاء الكتاب، مع مراعاة الشروط الإبداعية والكتابية الناضجة.  
  4.  سلسلة سرد وشعر: وهي سلسلة تعنى بالكتابات الشعرية والسردية المهمة، والمغايرة والمختلفة في الطرح والشكل، وذات الجودة والمكانة، وتحقق إضافة نوعية للمكتبة المحلية والعربية.
  5.  سلسلة شغف: وهي سلسلة خاصة بالمخطوطات الموجهة للطفل، شعراً ونثراً، تراعي حاجات الطفل الفكرية والنفسية والوجدانية وتحقق شروطها الفنية والجمالية والإبداعية.

ثانيا: مكتبة الأسرة الأردنية 
سلسة تصدرها وزارة الثقافة الأردنية، أطلقت لأول مرة في عام (2007)، وتم تطويرها في عام (2020) ضمن البرنامج الوطني للقراءة.
وتهدف (مكتبة الأسرة الأردنية) إلى نشر المعرفة وإثراء مصادر الثقافة وتنمية التفكير الناقد ورفع مستوى الوعي لدى الأسرة الأردنية من خلال توفير الكتاب بجودة عالية وبأسعار رمزية.
تضم السلسة ستة حقول أساسية: (دراسات أردنية، تراث عربي وإسلامي، آداب وفنون، فلسفة ومعارف عامة، علوم وتكنولوجيا، والأطفال)

ثالثا: مسابقة القراءة الأردنية 
 يسعى البرنامج إلى طرح جائزة وطنية للقراءة ذات عمق مجتمعي عام تستهدف فئات متعددة مثل طلبة المدارس والجامعات والعامة.
وتسعى جائزة القراءة إلى خلق بيئة ملائمة لتحفيز الأجيال الجديدة على المطالعة وقراءة الكتب والمحتوى المعرفي بمختلف أشكاله خارج أطر المناهج التعليمية، وتوفر المسابقة جوائز عديدة ضمن منهجية واضحة.

رابعا: المؤشر الوطني للقراءة واستدامة المعرفة
وهي دراسة مسحية وطنية تسعى إلى قياس حالة القراءة في أوساط المجتمع الأردني باعتبار القراءة أداة لاستدامة المعرفة، وهي دراسة سنوية تتيح توفير معلومات تراكمية قابلة للمقارنة على المستوى الوطني وعلى مستوى المؤشرات المشابهة عالميا وصولا إلى وصف حالة القراءة في المجتمع الأردني ونسبها من حيث الكم والوقت وموضوعات القراءة ومصادرها وأشكالها وعادات القراءة.
ويقصد بالقراءة تلك التي يلجأ إليها الفرد من تلقاء نفسه، وباختياره، ووفق ميوله وحاجاته التي يحاول إشباعها بالمطالعة.  وهذا النوع من القراءة أكثر متعة، وقد يكون أكثرها فائدة؛ لأن ما يتبقى في ذهن المرء لمدة أطول هو ما ينتقيه تلقائيًا ويستمتع بقراءته.

المحاور المقترحة للمؤشر الوطني للقراءة واستدامة المعرفة 

أولًا: حجم المقروء ويقاس إجرائيًا بعدد الكتب أو الصفحات التي يقرأها الفرد، أو عدد الدقائق التي يقضيها في القراءة يوميًا. 

ثانيًا: نوع المقروء (تحديد نوع المقروء من خلال خيارات: ثقافي، أدبي، فني، ديني، سياسي، اجتماعي، فكري .... وغيره).

ثالثًا: نوع وعاء المقروء (ورقي " ويقسم لأنواع هي كتب، مجلات، صحف، قصص، روايات، وغير ذلك" ورقمي: مواقع الكتب المجانية، مواقع الكتب المدفوعة، مواقع إلكترونية عامة، مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات").

رابعًا: لغة المقروء (عربي، انجليزي، لغات أخرى)

خامسًا: مجال المقروء (تعليم، بحث، عمل، هواية..)

سادسًا: توفر المقروء (في البيت، المدرسة، الجامعة، المكتبات العامة، أخرى)

سابعًا: القدرات القرائية للأفراد (ممتازة، جيدة جدا، متوسطة، ضعيفة)

ثامنًا: الدافع (للتعلم، لرفع مستوى الوعي والثقافة، لتحسين اللغة، دراسي، إعداد أبحاث وتقارير، البحث عن معلومات، اكتساب مهارة جديدة، المتعة، تنمية الذات، ملء وقت الفراغ).
 

كيف تقيم محتوى الصفحة؟