التسمية والموقع:
تتعدد آراء الباحثين حول أصل تسمية عجلون ، ويرد في المصادر أكثر من رأي، ومنها أنه مشتق من الكلمة الآرامية (آجال) وتعني المكان المنحدر المستدير، وفي جذر اللغة العربية (عجل) تعني " المكان المنحدر المستدير".
ورد ذكر عجلون (بفتح العين وسكون الجيم) في الكتاب المقدس في إشارة لاسم ضيعة من ضياع أرض كنعان، كما تمت الإشارة في الكتاب المقدس إلى "دبير ملك عجلون" ، وورد ذكر عجلون (بكسر العين وسكون الجيم ) وهو أحد ملوك مؤآب احتل مناطق إلى الغرب من نهر الأردن في القرن التاسع ق. م .
أما في الحقبة البيزنطية ( 324 – 636 م ) فقد ورد اسم عجلون للإشارة إلى أحد القساوسة الذين أقاموا في الدير المقام على قمة جبل عوف، واسمه " عجلون "، وهو ذات المكان الذي بنيت فيه قلعة عجلون حسب ما أشار المؤرخ ابن شداد (ت سنة 684 هـ / 1285 م )، وتأكيدا لأقواله فقد كشفت أعمال تأهيل إحدى قاعات القلعة عام 1999م عن أرضية فسيفسائية تضم كتابة يونانية مؤلفة من كلمتين (أريانو دياكونو) وتعني الشماس الذي كان يقوم على خدمة الكنيسة واسمه أريانو، وظهر في صحن وهيكل الكنيسة المكتشفة صورة طائر لم يبق منه غير رجليه، وتزين أرضية الكنيسة زخارف تمثل خمسة دوائر على شكل أرغفة خبز وتلتف حولها سمكتان، إشارة إلى معجزة السيد المسيح في قانا(*) والتي وردت في الأناجيل، وهي الرواية المتداولة والتي ترجح النسبة للراهب عجلون .
عرفت عجلون قديمًا باسم (جلعاد) وقد وصلت أول إشارة لهذه التسمية في القرن التاسع قبل الميلاد، وتضم جبال عجلون الشمالية حتى حدود مملكة دمشق الآرامية عند نهر اليرموك، كما وردت أسماء أخرى للمنطقة قبل الإسلام ، في العهدين اليوناني والروماني ومنها :
(*)'قانا' أو قانا الجليل قرية لبنانية تقع 95 كيلومترا جنوب بيروت في قضاء صور من محافظة الجنوب.
1- بتانيا أو البثنية .
2- سواد الأردن .
3 – البرية .
ذكرت المصادر الإسلامية ابتداء من القرن 3 هـ/ 9 م منطقة البثنية، ووردت في كتب الفتوح، وهي كورة من كور دمشق بمحاذاة حوران وأرض البلقاء ، أما بيريا أو البرية فتمثل في العهد الروماني مقاطعة في الشرق من نهر الأردن وتضم جرش وعجلون والسلط.
وذكرتها المصادر العربية باسم (برية الأردن) وفيها ديارات سكنها النصارى الأوائل الهاربين من اضطهاد الأباطرة الرومان، وذكرت المصادر الإسلامية المبكرة "سواد الأردن" في أخبار الفتح الإسلامي للمنطقة ، وحددتها بالمناطق الواقعة ما بين بحيرة طبريا في الغرب، ونهر اليرموك في الشمال، ونهر الزرقاء في الجنوب أو المنطقة الواقعة جنوب كورة الجولان، وقد وسع المؤرخ البلاذري (ت سنة 279 هـ / 892 م) حدود سواد الأردن ليشمل الجولان في العصر الأموي، ويشار إلى أن العرب تسمي المناطق التي يغلب عليها اللون الأخضر لكثافة الأشجار فيها بـ"السواد".
موقع وجغرافية المحافظة :
لموقع محافظة عجلون أهمية خاصة، لأنها تتصل بمحافظة إربد شمالاً، والبلقاء جنوبًاً، وجرش شرقًاً وغربًا، وتشرف على الأغوار الوسطى، وتبعد عجلون عن العاصمة عمان 76 كيلومترًا شمالًا .
تتكون عجلون إداريًا من لواء قصبة عجلون، لواء كفرنجة، قضاء صخرة، وقضاء عرجان، وتبلغ مساحة المحافظة 420 كيلومترًا مربعًا، وتتوزع أراضيها على النحو الآتي :
1 – أراضي صالحة للزراعة 60% .
2- غابات ومراعي 34 % .
3 – أراضي سكنية معمورة 6 % ؟
يغلب على تضاريس المحافظة المرتفعات الجبلية التي تتراوح بارتفاعها بين 1247 – 1023 متراً فوق سطح البحر، ومن أشهر جبالها "أم الدرج" ويرتفع 1247 متراً ، ورأس منيف وارتفاعه 1198 متراً ، وجبل قلعة عجلون المعروف تاريخيًا بجبل عوف 1023 متراً، في حين يرتفع جبل القاعدة 1127 مترًا فوق سطح البحر.
وتنحدر هذه السلسلة من المرتفعات الغربية باتجاه غور الأردن، لتصل في بعض مناطقها إلى 80 متراً تحت مستوى سطح البحر في موقع (مغر الحمام) بين وادي راجب ووادي كفرنجة، وهذه الجبال مكسوة بغابات من الأشجار الحرجية ومنها البلوط والصنوبر والبطم الأطلسي والفلسطيني والخروب، كما تكثر فيها الأشجار المثمرة ويغلب عليها الزيتون البري والفستق الحلبي، ويبلغ معدل سقوط الأمطار في المناطق المرتفعة 600 ملم في الموسم المطري، وبالمقابل يبلغ المعدل المطري في المناطق الشفا غورية 400 ملم فقط .
أما الأودية التي تخترق هذه الجبال فثلاث تمتد من الشرق إلى الغرب، وتنحدر بشكل حاد إلى نهر الأردن، وأولها وادي الريان (اليابس) إلى الشمال من عجلون، وهو الحد الطبيعي بين محافظتي عجلون وإربد، ويبلغ طوله 27 كيلومترًا ، ويمتد وادي كفرنجة ( وادي الطواحين) في منحدرات عجلون الوسطى ويبلغ طوله 30 كيلومترًا، أما الوادي الثالث فهو وادي راجب الذي يمتد في منحدرات عجلون الجنوبية وهو الحد الطبيعي الفاصل بين محافظتي عجلون والبلقاء، وهو من أطول الأودية في محافظة عجلون .
يسود في محافظة عجلون مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي، ويمتاز بصيف لطيف معتدل، وشتاء بارد وماطر، وهو المناخ المناسب للزراعة ، خاصة إذا عرفنا أن المنطقة تمتاز بتربة متنوعة منها التربة الحمراء والتربة الوردية والتربة البنية، ويشير وجود التربة الحمراء إلى توفر عنصر الحديد حيث أكدت الدراسات في القرن الماضي بأن مغارة وردة الواقعة عند منحدرات عجلون الجنوبية على مسافة 15 كيلومترًا جنوب عجلون كانت مصدرًا لإنتاج الحديد عبر العصور .
المصادر المائية
تعتمد محافظة عجلون في مصادرها المائية على الينابيع والعيون، ويمكن إحصاء نحو ستين ينبوعًاً موزعة على مناطق مختلفة ، يمتاز البعض منها بطاقة إنتاجية جيدة، منها: عين التنور في عرجان، وعين ازقيق في حلاوة، وعين راسون، وعين القنطرة في عجلون، وعين سد كفرنجة التي تم اكتشافها حديثاً ويعتمد عليها أهالي مدينة كفرنجة مصدرًاً أساسيًاً لمياه الشرب، ومنها أيضًا عين البركة، والزغدية، والبستان، والعقدة، ومن الينابيع المعروفة نبع أبو الجود والفوار وعين التيس في عين جنا وعين أم الجلود وعين سرابيس وعين الحنيش والصالوص في عنجرة، وعيون الميه ، والرويحة، وهدلا ، والبيدا، والهشة، والحنة، والكرسي في راجب، وتشكل هذه الينابيع المصدر الرئيس لمياه الشرب لمدن المحافظة، ويعتمدها البعض لري المزروعات.
يبلغ سكان محافظة عجلون اليوم حوالي 208 آلاف نسمة يتوزعون على المدن والقرى والمزارع والتجمعات السكنية .