الفلاحون الأوائل وزراعة الزيتون : ( الألف الخامس ومنتصف القرن الرابع قبل الميلاد )
لم تكشف المسوحات والحفريات الأثرية في محافظة عجلون عن قرى وبلدات مبكرة، مثل: عين غزال أو تل أبو الصوان، وبالمقابل وجد في مناطق وادي كفرنجة ووادي الريان مواقع صغيرة وحقول أنصاب حجرية (الدولمنز) في "وعرات الزقاق" غرب عين ماء الزغدية جنوب عراق الإفقمي في كفرنجة، وأيضًا بين بلدتي كفر أبيل وحلاوة، في حين عثرت بعثة استرالية في منطقة وادي الريان على كسر فخارية جمعتها من موقعي "الخراج" و "جلمة الشريعة " بينت أن زراعة الزيتون واستخراج الزيت تمت ابتداء من نهاية الألف الخامس واستمرت بعدها، وهو أقدم ما وجد من شواهد على زراعة الزيتون .
المدن الأولى ( 3500 – 1200 ق. م . ) :
لم يتم العثور على مدن كبيرة في محافظة عجلون تعود للألف الثالث قبل الميلاد، كما هو الحال في مناطق أخرى من الأردن، بل وجدت بقايا لقرى للفلاحين وبقايا لقبورهم، فقد وجد في موقع "خربة أم زيتونة " في كفرنجة في منطقة الحوطة مجموعة من القبور البئرية المؤرخة في المرحلة الرابعة من العصر البرونزي المبكر (حوالي 2400 – 2000 ق . م .)، والعصر البرونزي المتوسط (حوالي 2000 – 1550 ق . م .) وعثر على مرفقات جنائزية من الخناجر والسيوف والحراب المصنوعة من البرونز وأواني فخارية مكونة من أباريق وقناديل للإضاءة.
ورغم إجراء مسوحات أثرية في أودية راجب وكفرنجة والريان، إلا أنه لم تجر حفريات أثرية ، ونشير فقط هنا إلى ما وجد حول موقع (الهيدموس) شرقي قرية اشتفينا، من مباني وجرار التخزين وأواني فخارية تم تأريخها طبقا للتزمين الفيزيائي بالنظائر المشعة لحوالي 2750 سنة من الحاضر، ويبدو أن أهم موقع في المحافظة يعود لهذه الفترة، وهو "موقع مغارة وردة"، والتي استخرجت منها خامات الحديد .
محافظة عجلون خلال الحكم اليوناني ( 332 – 63 ق . م ) :
سيطرت جيوش الاسكندر المكدوني على المشرق عام 333/ 332 ق . م . بعد الانتصار على الجيوش الفارسية، ومع أنهم اسسوا عددًا من المدن اليونانية في الأردن، لكن لم يتم العثور خلال المسح الأثري على مواقع هلينستية في محافظة عجلون، عدا ما وجد في وادي الريان وبعض المواقع في مسوحات وادي كفرنجة .
العصر الروماني ( 63 ق . م . – 342 م ) :
بعد احتلال القائد الروماني بومبي لسوريا الكبرى عام 63 ق . م أصبحت عجلون جزءاً من المقاطعة الرومانية ، حيث تم انشاء رابطة المدن اليونانية العشر المعروفة باسم ( الديكابوليس) ، لكن هذه الرابطة لم تشمل مناطق في محافظة عجلون على الرغم من قربها المباشر لمدينة جراسا (جرش) ، ومع ذلك، فقد كانت مناطق المحافظة حلقة وصل بين المناطق الرومانية في سوريا، ومن المعروف أن الرومان برعوا في مد الطرق المبلطة وبناء بنية تحتية للمياه، حيث تم ربط مدينة بيلا (طبقة فحل) مرورًا بمناطق باعون واشتفينا وعين جنا وجبل أم الدرج وسوف وصولاً إلى جراسا، وعثر في أماكن على هذا الطريق على حجارة أميال في منطقة اشتقينا منقوش عليها تاريخها "162 م" بالخط اللاتيني، كما ربطت طريق أخرى طبقة فحل وجرش مرورًاً بكفرنجة وعنجرة، وعثر في عنجرة على حجري أميال، نقش على أحدهما ما يؤكد أنه يعود لزمن الأمبراطور تراجان (98 – 117م) في حين يؤرخ الحجر الثاني لزمن الامبراطور ماركوس أغسطس ( 180 – 161 ق . م ) وهما محفوظان في متحف عجلون .