بلاد عجلون في مرحلة الصراع مع الغزاة:
سيطر سلاجقة الشام في دمشق على بلاد عجلون، في عهد الأتابكيات، وقد عرفت المنطقة في مصادر العهد الفاطمي باسم ( جبل بني عوف) ، وكانت قبائل من قضاعة ومن بني وهران قد استقرت في جبل عجلون في فترة الخلافة الفاطمية ( 297- 567 هجري/ 909- 1171م).
وسيطر بنو عوف على الجبل، وأصبحت المنطقة تنسب إليهم لبأسهم وتحكمهم بالطرق التجارية، فالجبال الشرقية تطل على منطقة الغور الخصبة الغنية بالموارد والمياه، كما أنها تصل إلى نهر اليرموك شمالاً وإلى نهر الزرقاء جنوباً، وتعرف بأرض سواد الأردن، الشهيرة بإنتاج الزيتون والحبوب والعنب وصناعة الخمور، وقد وصف السمعاني (ت 562 هـ/1166 م) أرض السواد بأنها المنطقة التي يحصل منها أهالي دمشق على الغلال والطعام ، فضلًا على مرور الطرق التجارية الدولية فيها، وطريق الحج المتجهة إلى الحجاز، مما يجعلها عرضة للمطامع والغزاة، ومنهم المغول والفرنجة، ومع أن المغول لم يدمروا أرض عجلون ، لكن أهالي حواضر بلاد الشام، ومنها: دمشق هربوا من وجه المغول إلى منطقة عجلون حسب ما تشير مصادر المرحلة .
صراع سلاجقة دمشق والفرنجة على عجلون :
يرتبط هذا الصراع بغزو الفرنجة للمنطقة، طمعاً منهم بخيرات بلاد سواد الأردن، وللسيطرة على طرق القوافل التجارية ما بين بلاد الشام وحوران إلى فلسطين، وذكرت مصادر المرحلة ان الفرنجة هاجموا سهل حوران عام 500 هـ / 1107 م ووصلوا جبل عوف، فتحرك أمير دمشق طغتكين، ووصل منطقة السواد حتى جبال السلط، ونتيجة ضغط الفرنجة على المنطقة تم الاتفاق بين ملك بيت المقدس بلدوين الأول والأمير طغتكتين حاكم دمشق على اقتسام واردات جبل بني عوف والسواد، فيما عرف بنظام "المناصفات"، بحيث تقسم أرزاق المنطقة إلى ثلاثة اقسام، ثلثها للفرنجة، وثلثها لأمير دمشق طغتكين، ويبقى الثلث الأخير للأهالي، ويبدو أن الفرنجة استطاعوا السيطرة على طريق القوافل ما بين دمشق وفلسطين مرورًا بحوران وأرض السواد، وزادوا نصيبهم من الموارد من جبل عوف وإقليم السواد إلى النصف، وكانت إدارة المنطقة مشتركة بين المسلمين والفرنجة في مناطق (المناصفات)، وظلت المنطقة تراوح بين سيطرة الفرنجة وسلاجقة دمشق ما بين سنوات 508 هـ / 1114 م، حتى مجيء صلاح الدين الأيوبي سنة 554 هـ / 1159 م ، وقد اشترك الأمير نور الدين زنكي في المواجهات مع الفرنجة في منطقة جبل عوف.