عجلون في العهد البيزنطي ( 324 – 636 م ) :
يبدو أن انتشار المسيحية في محافظة عجلون تم بشكل واسع في العهد البيزنطي، خاصة بعدما أعلن قسطنطين الكبير من القسطنطينية دعمه للمسيحية، ويظهر هذا من خلال العثور على عدد كبير من الكنائس فوق المرتفعات وسفوح الأودية، في إشارة واضحة على اعتناق الأهالي للدين المسيحي، ويبدو أن قرب المحافظة من فلسطين ساهم في هذا الانتشار.
كما أن السيد المسيح عبر نهر الأردن إلى البرية ووصل إلى بيت إيدس، ويوجد على أرض المحافظة العديد من الكنائس التي تعود للعهد البيزنطي ومنها: " كنيسة مار الياس العلوية " التي شيدت سنة 622 م ، والكنيسة الصغرى أسفل التل، وقد أقيمتا تكريماً للقديس الياس المولود في بلدة "لستيب / الإستب"، التي تقع شمال الموقع الأثري وعلى مسافة كيلومتر واحد من مسقط رأسه.
وورد ذكر مسقط راس مار الياس في الكتاب المقدس (قرية تشبي)، ومن الجدير بالذكر أن التقويم الفاتيكاني اعتمد كنيسة مار الياس وكنيسة "سيدة الجبل" في عنجرة من مواقع الحج المسيحي، مما جعل هذه المواقع مزارًا عالميًا للحج المقدس، ويشار إلى أن كنيسة "المقاطع" التي تتزين أرضيتها بالفسيفساء باللغة اليونانية ويعود تاريخها إلى سنة 482 م، وورد فيها أسماء أعلام عرب ومنهم: "أيوب الكاهن"، كما عثر في المحافظة أيضًا على كنيسة الطنطور في وادي ازقيق في منطقة حلاوة، وفيها أيضًا ذكر للكاهن أيوب وقرية حلاوة القديم باليونانية .
كنيسة مار إلياس
كنائس راجب :
أثناء قيام القوات الخاصة في الجيش العربي بالتدريب في منطقة راجب، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وكان وقتها أميرًاً وقائدًاً للقوات الخاصة، تم اكتشاف بعض المكعبات الفسيفسائية، فقام جلالته باستدعاء وزير السياحة آنذاك عقل بلتاجي، وتم توجيه دائرة الآثار العامة لإجراء مسوحات أثرية قادت للكشف عن كنيستين في "دير مسمار" بوادي راجب ، الأولى على الضفة الجنوبية للوادي، وتزين أرضيتها الفسيفسائية كتابة بالخط السرياني، ولغته آرامية تعود إلى القرن السادس الميلادي، والثانية على الضفة الشمالية للوادي وتزين أرضيتها فسيفساء تضم كتابة الإهداء باللغة اليونانية .
نقش كنيسة راجب مكتوب بالخط السرياني
عرفت محافظة عجلون حضارات متعاقبة، برزت في ما دُوّن من نقوش لتوثيق البقايا التي ما تزال شاهدة على هذه الحضارات، حيث عثر على نقوش مدونة باللغات الآتية :
1- اللغة اللاتينية : وتبدو على حجارة الأميال على الطرق الرومانية القديمة، وهي لوحات إرشادية تحدد المسافات بين المدن والقرى .
2- اللغة اليونانية : تبدو في الأرضيات الفسيفسائية في الكتابات في الكنائس وأقدمها في كنيسة المقاطع وتعود إلى سنة 482 م وكنيسة راجب الشمالية، تعود للقرن السادس الميلادي وفي كنيسة الطنطور بمنطقة ازقيق في قرية حلاوة، تعود لعام 625 م و642 م .
3 – اللغة السريانية : ووجدت في كنيسة راجب الجنوبية .
4 – اللغة العربية: تعود للعصرين الأيوبي والمملوكي ومكتوبة على ألواح حجرية تضم كتابات تسجيلية على المباني الأثرية بالخط النسخي، ومنها على واجهات مسجد عجلون والقلعة وعلى المنشآت المائية كالبرك والسواقي وعلى المقامات كمقام البعاج، والمشاهد، منها: مشهد علي.