وزارة الثقافة تصدر كتاب «يوسف بكار..قامة علميّة موسوعيّة»

صدر حديثًا عن وزارة الثقافة كتاب «يوسف بكار.. قامة علميّة موسوعيّة»، مشتملًا على أوراق الندوة التكريمية لأستاذ الأدب العربي الناقد الدكتور يوسف بكار، التي أقيمت له بمناسبة تكريمه شخصيةً ثقافيةً لمعرض عمان الدولي الثالث والعشرين للكتاب 2024، والاحتفال بمنجزه النقديّ والثقافي.شارك في الكتاب، الذي حرّره الزميل مدير الدائرة الثقافية في «الرأي» إبراهيم السواعير، كلٌّ من: الأستاذ الدكتور همام غصيب، والأستاذ الدكتور عبدالكريم جرادات، والدكتور عباس عبدالحليم عباس، والأستاذ الدكتور سمير الدروبي، والدكتور إبراهيم الدهون، كما اشتمل الكتاب على مقدّمة كتبها وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، وملحق بصور التكريم، والسيرة العلمية للشخصية المكرمة د.يوسف بكار.وأكد وزير الثقافة مصطفى الرواشدة اعتزاز الوزارة بأن تطبع أعمال الندوة التكريمية للأديب والناقد الأستاذ الدكتور يوسف بكار، لتتيح للقراء والباحثين والمهتمين، الاطلاع من خلال هذا الإصدار، على شيء من مسيرة هذه الشخصية والقامة الأدبية والنقدية، وما حققته من نجاحات متواصلة محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، وقال الرواشدة إنّ الدكتور بكار استطاع أن يثبت عبر مسيرته الطويلة أنّ الإصرار حتمًا سيضيء على ما تنتفع به الأجيال ويكون مصدر فخر للمكتبة الأردنية والعربية ورفوف المكتبات الصديقة في العالم، مضيفًا: «وقد أشعرتني سيرة ا?دكتور بكار، ومنذ أن كان على مقاعد الدراسة في مرحلة البكالوريوس بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة بغداد في ستينيات القرن الماضي، ومواصلته الدراسات العليا للدبلوم في معهد البحوث والدراسات العربية الحديثة بالقاهرة، وحصوله على الماجستير والدكتوراة بكلية الآداب بجامعة القاهرة مطلع السبعينات من ذلك القرن،.. بعظم مشروع هذا الرجل في مقالاته وبحوثه الأدبية والنقدية واللغوية، لأعلام الأدب العربي ونقّاده، وإخلاصه لتخصصه وتعلّمه اللغة الفارسية مبكرًا، واطلاعه على آدابها في مدة إعارته الطويلة بجامعة مشهد?بإيران في السبعينات، وهو ما مكّنه من أن يتخصص أيضًا ويبدع في موضوع الأدب المقارن بين العربية والفارسية وآدابها، والترجمة أيضًا من الفارسية وإليها، فتعددت الاهتمامات، وكان السخاء العلمي في إصداراته ودراساته القديمة والحديثة يتمخض عن ستّةٍ وتسعين كتابًا في الأدبينِ القديم والحديث، والنقد الأدبي قديمًا وحديثًا، والترجمة والأدب المقارن، وعمر الخيّام والرباعيات، والببلوغرافيا وتحرير الكتب، والكتب العلمية، فضلًا عن ثلاثين بحثًا ومقالةً ومادةً موسوعية».وأعرب وزير الثقافة عن اعتزازه بأن تطبع وزارة الثقافة للدكتور بكار ضمن منشوراتها، وتضع له أيضًا مختارات من مؤلفاته الثرية، مؤكدًا دوره في تنوّع المجالات والحقول التي عمل على مفرداتها، ليس فقط في النقد، وإنما في الفكر الثقافي وقراءة دورنا العربي في المنظومة الإنسانية، في موضوع النظرية النقدية، ولهذا فإنّ اهتمامه وتأليفه في الموروث العربي في الشعر والنثر والنقد والبلاغة واللغة والتاريخ والفلسفة والفكر وغير ذلك من العلوم، وفي النقد الغربي واليوناني والروماني والنقد الحديث، وفي التراث الفارسي اللغوي والأدبي،.. أؤكد أننا أمام رجل لا همّ له إلا الإفادة والبحث، والشغف بتقديم المفيد.

وتضمّن الكتاب في صفحاته الأولى مادةً كتبها الدكتور يوسف بكار بعنوان «مسيرتي العلمية: آفاق وأبعاد»، تحدث فيها عن تنقّله بين الأدب والنقد، لافتًا إلى كتبه ومؤلفاته الكثيرة ومحاضراته، وعضويته في مجمع اللغة العربية الأردني، وتحقيقه التراث، وانشغاله في الترجمة، وتعلّمه اللغة الفارسية، وإسهاماته في النقد الأدبي، والتدريس في ثماني جامعات أردنية وعربية وخارجية، من ضمنها جامعة مشهد بإيران.وتحت عنوان «صديقي المجمعي يوسف بكار.. نباهة ونزاهة وموضوعيّة»، قدّم عضو مجمع اللغة العربية الأستاذ الدكتور همام غصيب شهادةً وإضاءةً حول معرفته بالدكتور بكّار مَجمعيًّا، وفي الجامعات، وصديقًا، وذا إسهامات في المجالات الثقافية. وقال غصيب إنّ للدكتور بكار آراءهُ ومنطلقاته التي يؤمن بها.وتحت عنوان «الدكتور يوسف بكار.. عميد الدراسات الخيّامية»، تحدث الأستاذ الدكتور عبدالكريم جرادات عن الدور الكبير للدكتور بكار وأهمية دراسته الحضارتين العربية والفارسية، ومعرفته العميقة باللغة الفارسية وآدابها وثقافة أهلها؛ ممّا أهّلهُ لاكتساب تخصص جديد مكّنهُ من أن يكون مترجمًا وناقدًا ومؤلّفًا ومقارنًا بين اللغتين العربية والفارسية، كما تناول الدكتور جرادات مؤلفات الدكتور بكار النقدية وإسهاماته الكثيرة في ترجمة رباعيّات الخيام، وتصحيح الكثير من الأوهام التي وردت حول عمر الخيام في كتابات العرب.وكتب الدكتور عباس عبدالحليم عباس تحت عنوان «يوسف بكار والدرس الأدبي المقارن"؛ مؤكدًا دراسات بكار التي أنجزها، كالترجمات العربية لرباعيّات الخيام، والاهتمام في كتابات العرب عن الخيّام، وعمر الخيّام والرباعيّات في آثار الدارسين العرب، ورباعيّات الخيام (ترجمة مصطفى وهبي التل «عرار")، ونحن وتراث فارس، والترجمة الأدبية: إشكالات ومزالق، وأوراق نقدية جديدة عن طه حسين، والأدب المقارن، ودراسات في الأدب المقارن، وغيرها. وقدم الدكتور عباس في ذلك آراءهُ حول اتزان الدكتور بكار واعتداله في النظر إلى الحضارتين العربية وا?فارسية والتأثير القائم بينهما.أما الأستاذ الدكتور سمير الدروبي عضو مجمع اللغة العربية الأردني، فأكّد في ورقته «يوسف بكار باحثًا موسوعيًّا»، جهود بكار الناقد المحقق المؤرخ والمترجم المجمعي اللغوي، مشيدًا به واحدًا من كبار علماء اللغة العربية وآدابها في عصرنا، تشهد بذلك أعماله وكتبه التي أوشكت على الوصول إلى مئة كتاب.وقال الدروبي: (وعندي أنّ الدكتور بكار، وبناءً على منجزاته العلميّة، لاحقٌ بشوقي ضيف وإحسان عباس الذي كان نموذجًا رفيعًا من العلماء والباحثين عند بكار الذي خصّه بأربعة من كتبه التي لا غنى عنها لدارس الفكر النقدي عند إحسان عباس).وتحدث الدروبي عن جهود بكار في الدراسات الأدبيّة والنقد الأدبي وتحقيق التراث العربي والترجمة، آتيًا على مؤلفاته جميعًا بالتفصيل والإشادة.وتطرّق الدكتور إبراهيم الدهون في ورقته «جذوة العنوان في تواليف يوسف بكار: نماذج إشاريّة منتقاة» إلى الذائقة النقديّة للدكتور بكار، وفكره الناضج، وطبقته العالية من النقد والبيان، وفكره المتوقّد. وقارب الدكتور الدهون بين بكار ونظرائه الغربيين من النقاد والدارسين، مهتمًّا بـ"سيمياء العنوان» الذي يعدّ امتدادًا لجهوده الطويلة في النقد والثقافة.


كيف تقيم محتوى الصفحة؟