Logo 2 Image




توثيق "دلالات القهوة في القضاء العشائري" ضمن مشاريع القويره لواء الثقافة

نفّذ مركز الأميرة بسمة للتنمية العقبة عبر مراكزه في الحميمه والقويره مشروع (دلالات القهوة في القضاء العشائري والموروث الشعبي) وذلك ضمن مشاريع لواء القويره لواء الثقافة 2021.
ويعمل المشروع على توثيق علاقات المجتمع المحلي في لواء القويره/ محافظة العقبة بالقهوة وطرق استخدامها ودلالاتها وكيف يتم استخدامها في القضاء العشائري وتوثيق ذلك عبر الصور والأفلام القصيرة بحسب استمارات الحصر المعتمدة من اليونسكو.
حيث احتلت القهوة في موروثنا الشعبي، مكانة رمزية رفيعة، باعتبارها دليلا حسيا مباشراً على كرم الضيافة. وكان لطريقة إعدادها، وأسلوب تقديمها للضيوف، وأدب تناول الفنجان، تقاليد عريقة، ظلت راسخة، وقائمة إلى اليوم.
وقد تم الالتقاء بوجهاء وشيوخ وقضاه من لواء القويره وقضاء الديسه ومنطقة رم والحديث معهم عن أصل القهوة وكيفية إعدادها، والأدوات المستخدمة في تحضيرها ورمزيتها ومعانيها في المجتمع البدوي.
وقد ذكر أهالي القويره أن القهوة في المجتمع البدوي هي مفتاح الحديث وإيذانا ببدء الكلام كما أنها وسيلة للترحيب بالضيف وبيان معاني الكرم والجود عند مقدمها للضيف.
فعند تقديم القهوة، ينبغي أن تقدم أولاً للضيف في صدر المجلس، على قاعدة (القهوة خص والشاي قص)، حيث يتم تجاوز الجميع، وصب القهوة للضيف أولاً أو لكبير الجلسة . وتصب القهوة بعد ذلك للضيوف، من اليمين إلى اليسار. ولا يجوز لشارب القهوة مناولة الفنجان لجليسه، كما جرت عليه العادة في الماء، لأن الفنجان مخصوص له بالذات.
وفي تقاليد تقديم الفنجال، فإنه ينبغي ان يقدم للضيف باليد اليمنى من قبل المضيف وأن يمسك دلة القهوة باليد اليسرى. وينبغي عليه عندما يشرع بتقديم القهوة للضيوف، أن يحدث صوتا خفيفا ، باصتكاك الفناجين ببعضها البعض، او الفنجال بالدلة، لتنبيه الضيف، إذا ما كان سارحاً، أو متكئا، وأن لا يعطى الضيف الفنجال، اذا تناوله بيده اليسرى، أو بقي متكئا .
أما فيما يتعلق بالكمية التي تصب في الفنجال، فإن تقليد (صبة الحشمة) في الفنجال، يقضي أن تكون بكمية تصل إلى ثلث الفنجال، حيث إذا زادت الكمية المصبوبة عن ذلك القدر، فإن ذلك يعني أن الضيف غير مرحب به، وعليه أن يُغادر المجلس .
ويلاحظ أن لكل فنجان مشروب من القهوة اسما خاصاً به، وله دلالته، فأول فنجال يُقدّم، يشربه المضيف، يسمى( فنجال الهيف)، ليُثبت للضيف، أن القهوة سليمة، وخالية من أي سوء يؤذيه، من سم أو غيره. في حين ان ثاني فنجال هو الذي يشربه الضيف، ويسمى(فنجال الضيف)، دلالة على الكرم، والاحتفاء، بينما يسمى الفنجال الثالث الذي يشربه الضيف (فنجال الكيف)، ويدل على ان الضيف يستمتع بطعم القهوة، ويأنس بالمجلس. اما الفنجال الرابع الذي يشربه الضيف، فيسمى (فنجال السيف)، دلالة على أن الضيف يقف مع مُضيفه في حال تعرض لأذى، أو اعتداء. 
وأما عادة (هز الفنجال) باليد، فهي إشارة من الضيف تعني الاكتفاء من شرب القهوة، في حين ان لم يهز الضيف الفنجال، فإن على المضيف أن يعاود صب القهوة للضيف .
ومن التقاليد الأخرى، فإن (عدم شرب الفنجال من قبل الضيف، ووضعه بالأرض)، يعني أن الضيف لديه طلب من المضيف، وان الضيف لن يشرب الفنجال المصبوب له، إلا بعد أن يجيب صاحب المضيف طلبه. 
أما تقليد ترك الدلة في الديوان، ووضع الفنجان مقلوبا عليها، بين غطاء الدلة ومصبها ،فإنه يعني أنه لا يوجد أحد في المضيف، وان على الضيف في مثل هذه الحالة، ان يقوم يصب القهوة بنفسه، ويشرب فنجاله، وان يغادر الديوان بعد ذلك. 
وقد جرت العادة، أن لا تعاب القهوة علنا، مهما كانت. حيث ان ذلك يثير حفيظة المضيف باعتبار أن قهوته فيها خلل، أو تغير في طعمها، واعتادوا التعبير عن مثل تلك الحالة بقولهم (قهوتك صايبة). وقد جرت العادة أن يتم اخبار المضيف بالخلل بلطف، ومن دون أن يشعر بالكلام أحد، وذلك لما لمهارة إعداد القهوة من حساسية ،وبالتالي فإن على من عابها إثبات ذلك، وفي هذه الحالة فإن على المضيف ان يغير قهوته حالاً، ويستبدلها بقهوة جديدة . ولذلك جرت العادة أن يقدّم الماء قبل القهوة، لأنه لا يجوز طلب الماء بعد شرب القهوة مباشرة، إذ إن طلب الضيف الماء في مثل هذه الحالة، يعني أن القهوة غير جيدة. 
ومن ناحية اخرى ذكر القضاة العشائريين قيمة القهوة في القضاء والجاهات وكيف تكون هي تعبيرا عن طلب الجاهة لحاجتها وشربها يعني قضاء الحاجة وإذا رفضت حاجتهم فإن القهوة لا تشرب وتغادر الجاهة.
كما تطرقنا لموضوع القضاء العشائري وقيمته في المنطقة حيث يعتبر القضاء العشائري في الأردن من أشهر العادات القديمة المتوارثة منذ القدم ولا زال هذا النظام معمول به حتى الآن وهو قانون غير مخطوط، ويُعرف القضاء العشائري بأنه مجموعة من القوانين والأعراف البدوية المتداولة والمتعارف عليها حيث أصبح الناس يتعاملون بها حتى ثبتت وأصبحت دستوراً يتعامل به الناس في حل الكثير من القضايا والنزاعات بين فئات الشعب ويتم تطبيق نظامه وأحكامه وتعاليمه التي يعرفها الجميع.
وقبل هذا لا بد من عرض لبعض الشروط اللازم توفرها في القاضي العشائري الناجح الذي يطبق حدود هذا القضايا بكل مصداقية وشفافية بعيدا عن التعصب والمزاجية والانتقاء في إصدار الأحكام التي في كثير من الأحيان تكون مجحفة وزائدة عن حدها، ومن الشروط والصفات التي يجب توفرها في القاضي الناجح هي عنصر الوراثة والنزاهة وسعة الصدر والسمعة الطيبة وان يكون هذا القاضي محبوبا ومرغوبا بين عشيرته والعشائر الأخرى وأن يكون ذكيا سريع البديهة وعادلا، وان يتقي الله ويعطي كل ذو حق حقه بعيدا عن التعصب والمحاباة لطرف على حساب طرف بعيدا عن النوايا الشخصية المُبيتة، وان لا يميل في إصدار الحق.
ويساهم القضاء العشائري في حل العديد من القضايا التي قد تأخذ وقتا طويلا في المحاكم كقضايا القتل والشرف ويساهم في حقن الدماء وحل المشاكل والتوجه نحو الصلح ونبذ الخلافات الواسعة
وسيعمل المشروع على توثيق القهوة ودلالاتها والقضاء العشائري من خلال الصور وهذا الفيلم القصير لعرض نتائج المشروع في نهايته بحيث تبقى المواد المجموعة موجودة كمرجع للدارسين والطلبة والباحثين في نفس الموضوع .
مديرية ثقافة العقبة

لمشاهدة فيديو دلالات القهوة في القضاء العشائري ، الرجاء الضغط هنا


كيف تقيم محتوى الصفحة؟