قال الدكتور عبد المهدي القطامين أن ثمة علاقة تكاملية ببن الثقافة والإعلام، حيث يُمكن لوسائل الإعلام أن تؤثّر على المُجتمع وثقافته السائدة، فهي أصبحت جُزءاً من الحياة اليوميّة للأفراد. مضيفا خلال ورشة «الإعلام والثقافة» التي نظمتها مديرية ثقافة العقبة بالتعاون مع مركز الأميرة بسمة/ القويرة، ضمن فعاليات لواء القويرة الثقافي مؤخرا، وشارك فيها عدد من شابات وشباب أعضاء اللجان الشبابية، أنّ للثقافة تأثيراً كبيراً على وسائل الإعلام التي شكل تطورها المُتسارع والمُتزايد، وظهور وسائل إعلام جديدة كان نتيجة حتمية لتنوع الثقافات التي أسهمت في نشر الأفكار الجديدة.
وأضاف "في المقابل يمتلك التطور السريع لهذ الوسائل تأثيراً كبيراً على طرق التواصل وتبادل الثقافات بين البشر، ففي البداية، كانت وسائل الإعلام مكتوبةً، كالجرائد والمجلّات، وكان لها تأثير كبير على المجتمعات، ثم بدأ ظهور وسائل الإعلام الحديثة، والرقميّة والتي كان لها الأثر الأكبر على عمليّة التواصل الثقافي، حيث أدّى ظهور الإنترنت إلى تسهيل إمكانيّة الوصول لأيّ نوع من المعلومات في أيّ مكان وزمان، وتوفير الوقت، والجهد، والتكلفة في الوصول إليها كما أدّى التطوّر السريع لوسائل الإعلام إلى تراجع الثقافات التقليديّة".
وعرف القطامين الثقافة على انها الخصائص والصفات المُشتركة لمجموعة من الناس، وتشمل اللغة، والدين، والطعام، والعادات والتقاليد الاجتماعيّة، والموسيقى، والفنون، وأنماط الزواج، وطرق الجلوس على المائدة، وكيفيّة أداء التحية للغير، وغيرها من السلوكيات، والتفاعلات المُشتركة التي يتم تعلُّمها في التنشئة الاجتماعيّة، وهي انعكاس للقيم، والمُعتقدات، والعادات، وتظهر في التاريخ والتراث، وطرق التعبير عن الأفكار مشيرا الى ان الثقافة تنقسم الى فئتين ثقافة ملموسة يمكن رؤيتها والتأكد من حقيقة وجودها المادي واخرى غير ملموسة يمكن رؤية أبعادها في الأنماط السلوكية والفكرية للمجتمعات.
وناقش الحضور مبادىء وأساسيات الإعلام ومواصفاته وقدرته على التغيير في كافة مناحي الحياة.
من جهتها اكدت مديرة مركز الأميرة بسمة في لواء القويرة فاطمة القواضمه التي حضرت الورشة اهمية ان يطلع الشباب على مبادىء الصحافة واهمية ودور الثقافة في بناء القيم النبيلة لدى النشء مشيرة الى ان ثقافة اي مجتمع تبدأ من الاسرة التي فيها تتشكل معالم وهوية الانسان الثقافية وانماطه السلوكية التي تنسجم مع هوية المجتمع وثقافته كما ناقش الحضور دور وسائل الاعلام الجديد وقدرتها على التأثير في الرأي العام ومخاطر كونها في بعض الاحيان لا تلتزم بالدقة والمهنية الاعلامية التي حافظت عليها وسائل الاعلام التقليدية.
أما مدير ثقافة العقبة طارق البدور فأكد حرص وزارة الثقافة على تنويع محتوى انشطة المدن والالوية الثقافية ليشمل مناحي الحياة المختلفة دليل حي على ان الثقافة تدخل في مفردات وسكنات وحركات الانسان المعاصر بعد ان اصبح الكون كله قرية او اصغر بعد تنامي دور وتطور وسائل الاعلام التي تطوف بالخبر في ارجاء العالم بلحظات.
وناقش المحاضر والحضور بعض الحالات الواقعية في مجال الاعلام وتبيان اهمية المصداقية في الخبر بعيدا عن تعمد الاثارة التي تجانب الصواب وتتعدى الحقيقة.
شروق العصفور، (الرأي)
3/8/2021